المصدر : القدس العربي
05/12/2009 |
إن منع بناء المآذن من تجليات العنصرية والتعصب الديني بالغرب المسمى متحضرا، فرغم ما تضفيه من جمالية معمارية على المدن شأنها شأن الكنائس الموجودة والمباحة بالعالم الإسلامي من طنجة إلى جاكارتا في تسامح ديني وإنساني لافت، فقد أجمع شعب يدعي الرقي على منع بناء تلك المآذن وأجمعت شعوب غربية أخرى قبله على منع الحجاب والتضييق على المتحجبات وأوليائهن، وفي كل ذلك تعصب وعنصرية واضحة ومعلنة، من أهم أسبابها في اعتقادي: 1 - تضخيم الإعلام المصهين سلبيات بعض المسلمين وأنظمتهم (تطرف- تفجيرات - قرصنة-همجية كروية رسمية- قمع وتعذيب رسمي). 2 - حنين الشعوب الغربية الى ماضيها الكولونيالي والفاشي والنازي عبر دعمها لليمين المتطرف. 3 - استفحال الأزمة الاقتصادية وما نجم عنها من بطالة وتدن في مستوى العيش، أحيا ضد المهاجرين المسلمين عداء ما بعد11 أيلول/سبتمبر الذي كاد يخمد. اتضحت إذن عنصرية الغرب 'المتحضر' وتبين أنه يدافع عن الحريات الفردية وحقوق الإنسان كذريعة لحشرالأنف في شؤون الدول، بينما ينتهك تلك الحريات والحقوق كلما تعلق الأمر بالأجانب من المسلمين وغيرهم. لا نستطيع لوم الغرب على وضوحه برفض المآذن على أرضه، لكننا ملزمون بمنعه من هدمها وهدم المساجد فوق رؤوس المصلين على أرضنا كما فعل في أفغانستان والعراق وغزة والصومال. ولا نستطيع الاعتراض على منعه نساءنا من التحجب لديه، لكننا مطالبون بمنع متبرجاته (ومتبرجاتنا) من السفور لدينا.ألا يتعظ المسلمون بالخارج من تجربة المورسكيين المطرودين من أوروبا، فيبادروا إلى مغادرة بلدان لا ترغب فيهم، وضاقت بهم سبل العيش والتعبد فيها أليس الأجدر أن ينقلوا خبراتهم إلى البلدان الإسلامية إذا سهلت عودتهم؟ ألا ينطبق عليهم القول: 'طردونا فلحقوا بنا ليؤذونا،ثم تركونا فلحقنا بهم ليؤذونا'؟ عبد اللطيف البوزيدي-القدس العربي اللندنية |