السبت، 14 أغسطس 2010


زقزوق على خطى السادات وماهر!
14/08/2010
أثار إعلان حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري عن عزمه زيارة القدس المحتل، ردودَ فعلٍ دينية وسياسية غاضبة، واتضح مجدّدا التباين الكبير الحاصل في الآراء والتوجّهات والاجتهادات بين علماء المسلمين، وبالضبط بين العلماء المستقلين المحايدين وعلماء السلطة وأجرائها من محترفي السياسة، بما تعنيه من تهميش وتبخيس لدور الأخلاق والأعراف والقيم في قيادة الأمم والشعوب، عكس ما تقتضيه أدوارهم كعلماء دين يفترض فيهم القيام بواجبهم التوجيهي الذي يسعى إلى تطويع المواقف والقرارات السياسية لتنسجم مع المقتضيات الشرعية والأخلاقية وتوافق منظومة القيم وليس العكس. يقول السيد زقزوق مغرّدا خارج السّرب، في ما يشبه نوعا من فورة 'عِزّة بالإثم': 'أتحدى المزايدين وأصحاب الشعارات أن يناقشوني دينيا في هذا الأمر' وكأن زيارته ستخرج عن نطاق الشعارات التي يذمُّها، أو كأنه مقبل على فتح القدس وتسلم مفتاحها! أو ربما ظنّ بسذاجة غير المختصّ أنه يمسك الورقة الرابحة والتبرير الأمثل لفعلته وشبهته المجّانية التي تعتبر في حدّ ذاتها مزايدة من العيار الثقيل، فمن يزايد على من؟ أليس في إعلان السيد زقزوق زيارة القدس مزايدة على كلّ من ينتظر منه ومن غيره زيارة المحاصرين المجوّعين من نفس الشعب بغزة أو على الأقل فتح المعابر أمامهم؟
كان حريا بحمدي زقزوق ومحمود الهباش وزير أوقاف السلطة الفلسطينية، الذي هرع إلى تأييد الزيارة المشبوهة، في ما يشبه التنسيق المسبق بين الرجلين، وبالتالي بين السلطتين المتهالكتين في البلدين، كان حريا بهما أن يزورا غزة كما يفعل الأحرار من عرب وأتراك وعجم، ولكنهما لم يفعلا، ولن يفعلا، لأنهما يفضّلان طلب تأشيرة من العدو الصهيوني يعلمان أنّه يمنحها بصدر رحب إلى كلّ من يمنحه في المقابل فرصة الظهور بمظهر من يحترم الحرّيات الدينية، بل أخطر من ذلك فالرجلان يوجهان رسالة سياسية خطيرة مفادها أن الاحتلال الصهيوني للقدس لا يشكل أي مساس بحقوق المسلمين أو المسيحيين في ممارسة شعائرهم، وبالتالي فلا بأس من القبول بدولة فلسطينية مرقعة ومقزّمة مع بقاء القدس والأماكن المقدّسة تحت الوصاية الإسرائيلية.
كانت واقعة زيارة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى مكة وهي في قبضة المشركين بعد صلح الحديبية، هي الورقة التي أشهرها حمدي زقزوق مزهُوّا في أوجه كبار علماء وأئمة المسلمين، الذين حرّموا زيارة القدس وهي تحت الاحتلال واستهجنوها واستعرّوا منها، أمثال الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين والشيخ أحمد حسون مفتي سورية وغيرهم كثير. كيف يمكن أن ينطلي على أمثال هؤلاء العلماء الأفذاذ هذا النوع من القياس المختل وغير الجائز لوجود الفارق؟ لذلك ربما لم يجادله الشيخ أحمد حسون كثيرا واكتفى بالقول: 'إن الزيارة تحت هذا البند مرفوضة تماما، لا تجوز بحالٍ، وأهلُ مكّة كانوا سُكانها الأصليين ولم يكونوا مغتصبين للأرض كالصهاينة، وشَتانَ ما بين الموقفين'.
وجدير بالتذكير أن مثل هذه الزيارة المشبوهة التي ينوي زقزوق القيام بها إلى القدس تحت حراب المحتلين ليست الأولى من نوعها مصريا أو عربيا، فقد سبقه إليها الرئيس السادات، المطبّع الأول الذي دفع حياته ثمنا لتلك الزيارة على ما يبدو، وكذلك وزير الخارجية المصري أحمد ماهر الذي انهالت عليه 'شباشب' المقدسيين يوم صلى بالأقصى، وبالكاد نجا بجلده تحت حماية قوات أمن الاحتلال، وتوالت زيارات المطبّعين من سياسيين وإعلاميين ورياضيين وفنانين وحتى مدرّسين ولم يجنوا سوى الخزي والعار، ولم ينجحوا أبدا في تجميل وجه الصهيونية القبيح كما اعتقدوا، لذلك فزيارة زقزوق أو غيره من المهرولين ولو كانوا بالملايين لن تُغيّر من واقع أن القدس محتلّة وأن في زيارتها في كنف المحتل ذلّة ومهانةٌ ورضاً بواقعِ عُسف وغصب وتسويغ له، ما لم يكن المتوجّه صوبها يقصد محاربة المحتلّين. لا أريد هنا أن أكتفي بتحليل ملابسات هذه الزيارة المشبوهة أو النظر في جوازها من عدمه، بقدر ما أتوخى وضعها في سياقها العام أي سياق أحداث الشرق الأوسط والصراع مع الصهيونية ومناصريها والمطبعين معها، إذ يجدر أن نتساءل عن الهدف من الإصرار على تلك الزيارة التي يعلم زقزوق ونظامه مسبقا أنها مرفوضة شرعيا وشعبيا، فلا بدّ أن يكون هناك سبب وجيه يستحق أن يغامر من أجله نظام هش ومتهالك، السبب هو في اعتقادي مرتبط أصلا بمنع انهيار النظام عن طريق تقديم أكبر قدر من الخدمات لأمريكا ومرعيتها إسرائيل أملا في مساعدتهما وفي انخراط مخابراتهما إيجابيا في تيسير عملية نقل السلطة بمصر، أو على الأقلّ عدم استغلالها لزرع البلبلة تمهيدا لتقسيم مصر لا قدّر الله.
زيارة زقزوق ليست إذن إلا استمرارا لمسلسل التنازلات والخدمات المصرية لأمريكا وإسرائيل، والتي تكثفت بشكل غريب في الأعوام الأخيرة إلى درجة استحالة تذكّرها كلَّها، لذا أكتفي منها بذكر خدمات وتنازلات مثل بناء جدار المهانة الفولاذي لتشديد الحصار على الفلسطينيين بغزة وخنقهم ومصادرة الأموال والمساعدات الموجهة إليهم، والتحيز في الوساطة بين الفلسطينيين ثم وقفها ورفض الوساطة التركية المقترحة، وبيع الغاز بثمن بخس للصهاينة، وحماية حدودهم المصطنعة من العمال الأفارقة إلى درجة قنص المتسللين منهم كالأرانب على طريقة قنص الصهاينة لبدو سيناء والجنود المصريين... والسماح بعربدة السفن والغواصات الإسرائيلية والغربية جيئة وذهابا بقناة السويس رمز السيادة المصرية... كل هذه الخدمات والتنازلات التي تفضّلها أمريكا 'مؤلمةً' كتعبير عن الإذعان أو ما تسميه حسن النوايا، ما هي في المحصلة سوى نوع من الاستعطاف السّاذج الذي لا يأخذ بالحسبان براغماتية الأمريكان وغدر الصهاينة المجبولين على نقض العهود والمواثيق، وهو استعطاف انطلق منذ اتفاقية كامب ديفيد واشتدّ وبلغ مداه منذ أن أحسّ النظام المصري أنه صار مكشوفا وأنه قد وصل إلى نقطة اللاعودة واللارجعة في علاقته بشعبه وبالأمتين العربية والإسلامية.
عبد اللطيف البوزيدي - كاتب مغربي - صحيفة القدس العربي اللندنية



أحمد رجب البرغوثي - أريد زيارة الاقصى وشقيقتي المريضة في القدس
أنا مواطن فلسطيني عمري42 سنة مقيم في رام الله أي على بعدمئات الامتار من القدس ولم أتمكن من دخول القدس للصلاة ولا لزيارة شقيقتي المتزوجة والمقيمة هناك والتي تعاني من المرض,رغم محاولاتي المتكررة منذعشر سنوات !! وغالبية الفلسطينيين المقيمين في الضفة وغزة يعانون ما اعانيه من عسف وقمع وتجبر الاحنلال الغاشم. انني أتوجه بالرجاء الى السيدين الهباش والزقزوق ان يوجها لي دعوة لزيارة القدس الحبيبة وزيارة شقيقتي طالم يملكان المقدرة (والمونة) على ذلك رغم أنف الاحتلال.